بعد-عام-على-تدميره-..-جسر-دير-الزور المعلق

ما تزال بقايا الجسر المعلق الشهير في دير الزور، شاهدة على همجية النظام ، حيث أقدم قبل عام من الآن، وتحديدا في 2/5/2013،على تدميره.

الجسر الذي بناه الفرنسيون في عام 1931، صبت طائرات النظام ودباباته نيرانها عليه، إلى أن انهار تماما، وغرق رفاته في نهر الفرات، آخذا ً معه ذكريات أبناء المدينة.

إلا أن الجسر المعلق، بقي معلقا بنياط قلوب الفراتيين، الذين طالما تغنوا به في دندناتهم الشعبية، وحاكوا حوله القصائد المخلدة له.

يقول الطبيب " أنس الملا " ابن مدينة الدير، أن الجسر المعلق هو روح المدينة، التي أبت إلا أن تتنفس الحرية، مثل غيرها من مدن سوريا، وتنتفض ضد نظام الأسد، مضحية بفلذات أكبادها، فكان منهم جسرها الذي كان شريان الحياة ، والمحبة في المدينة، لتتعدى جرائم الأسد اغتيال البشر، إلى اغتيال التاريخ.

بينما يؤكد الناشط أبو يوسف الديري، أنه كان يتوقع أن لدى نظام الأسد، استعدادا ً لحرق قلوب السوريين، على كل ما هو ثمين لديهم، فبدأ بأبنائهم، ثم انتقل إلى ذكرياتهم و تراثهم، فكان للدير وجسرها، نصيب من هذا الاجرام ، والحقد، ويشير إلى أن كل الكلمات تعجز عن رثاء الجسر، وعزاء أبناء الدير أنهم مصممون على الثأر لشهداء المدينة ، ولجسرها من نظام الأسد .

الناشط أبو حامد الفراتي يقول : دير الزور وبعد عام من تدمير جسرها الأثري، ترثي اليوم معلما طالما كان صديقا يكتم أسرار أصدقائه ويشاركهم فرحهم و حزنهم، وكان ملاذ المحبين في المدينة التي جبلت على المحبة المتبادلة بينها وأبنائها، فهو حين هدموه لم يهدم لأنه ، في قلوب أبناء عروس الفرات والحرية .

وعن إمكانية محاسبة النظام، فيؤكد الحقوقي " المعتصم بالله الكيلاني "، أن كل من يدمر معلما أو بنى تحتية تعود ملكيتها للمال العام، يعاقب على ذلك في القانون السوري.

أما دوليا فإن ذلك يعتبر في إطار تدمير الحضارة الإنسانية، و يمكن لإحدى الدول في اليونسكو، رفع دعوة بذلك على نظام الأسد، كما يمكن مقاضاته ضمن المحكمة الدولية بالشأن ذاته .