قال عبد الرحمن بن أحمد , سمعت أبي يقول : جاءت امرأة إلى الإمام الحافظ بقي بن مخلد فقالت : إن ابني قد أسره الروم ولا أقدر على مال أكثر من دويرة , ولا اقدر على بيعها , فلو أشرت إلى من يفديه بشيء فليس لي ليل ولا نهار ولانوم ولا قرار .
فقال: انصرفي حتى أنظر في أمره إن شاء الله تعالى
قال : وأطرق الشيخ وحرك شفتيه . قال: فلبثنا مدة فجاءت المرأة مع ابنها وأخذت تدعو له وتقول: قد رجع سالما, وله حديث يحدثك به. فقال الشاب: كنت في يدي بعض ملوك الروم مع جماعه من الساري, وكان له إنسان يستخدمنا. كل يوم يخرج إلى الصحراء ثم يردنا وعلينا قيود, فبينا نحن نجيء من العمل بعد المغرب انفتح القيد من رجلي ووقع في الأرض ووصف اليوم والساعة موافق اليوم الذي جاءت المرأة ودعا الشيخ. قال: فنهض إلى الذي كان يحفظني وقال: قد كسرت القيد. قلت: لا . انه سقط من رجلي . قالوا:أخبر صاحبه وأحضر الحداد وقيدني, فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجلي, فتحيروا في أمري فدعوا رهبانهم فقالوا لي: ألك والدة ؟ قلت : نعم . قالوا : قد رافق دعاءها الإجابة . وقالوا : أطلقك الله لايمكننا نقيدك , فردوني وأصطحبوني إلى ناحية المسلمين .