عبود الشمري ابن ديرالزور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بك عزيزي الزائر نرجوا منك التسجيل لتصبح عضو في المنتدى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
عزيزي الزائر نرجوا أن تنظم الى اسرتنا والتسجيل في المنتدى لتصبح عضو فعال
الشكر الخاص للأصدقاء الذين يساهمون معنا في المنتدى واي استفسار ارجو الاتصال بنا على البريد الخاص بالمدير

 

 الشباب يوماً؟؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت الدلال
Admin
Admin
بنت الدلال


عدد المساهمات : 173
تاريخ التسجيل : 10/07/2009

الشباب يوماً؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: الشباب يوماً؟؟   الشباب يوماً؟؟ Icon_minitimeالأربعاء مايو 26, 2010 12:42 am

قرأت في أحد المجلات الشعبية أيام البساطة الفكرية ، بأن قوماً قالوا لمولىً لهم : تمن ياعبد !
فقال : أتمنى الروض أخضر ، والقمر أبدر ، وأنا لا أموت ولا أكبر !
لا أموت ولا أكبر !
حسناً ..ولأجل خاطري فلندع التركيز في حكاية الروض أخضر هذه، والقمر أبدر تلك !
فأما الروض الأخضر فقد سهل الوصول إليه ، وأما القمر الأبدر ففي إنارة البلدية غنىً عنه !
ودعونا في " لا أموت ولا أكبر " !
وحسناً مرة أخرى.. ولئلا نقلبها نكد وهي أصلاً نكد ، لنركز في " ولا أكبر " ولندع " ولا أموت " !
عن نفسي – وما ذاك إلا لنقص إيماني وعقلي – فتشغل بالي مسألة العمر هذه أكثر من مسألة الموت ! ولعل مرد هذا والله أعلم بأني أتعاطى وخزات الكِبَر يومياً ، وأما سكرات الموت فإني لم ولن أتعاطاها إلا مرة واحدة فقط !
وللامانة فكلاهما يتشابهان ويرتبطان ! فالعمر طريق الموت ! والموت محطة العمر الأخيرة ! وكذلك فهما متشابهان في الغدر والفجاءة ! فإنك لا تلبث إلا وقد قيل " لك " ( يا عم ) ! ولا تلبث إلا وقد قيل " عنك " ( رحمه الله ) !
ولنترك المحطة ( الكريهة ) – الموت - ولنعد إلى الطريق ( الغالي ) – العمر - ! فمشوار العمر وسفره هو الوحيد الذي لا يتمنى مسافره أن يصل لمحطته بسلامة أو بغير سلامة !
والعمر وخياناته وغدراته غريبة كثير الشيء ! ذاك أن ألذ أيامه هي أغدر أيامه !ولذا فضحه أهل المشيب فقال أحدهم :
شيئان ينقشعان أول وهلةٍ *** ظل الشباب وخلة الأشرار

ومع هذا فإن أمر هذا العمر مع ابن آدم غريب جداً ، فهو يتفلت منه دون أن يشعر ، ولا يوقظه إلا بعد أن يكون قد أجهز عليه تماماً ، ليردد بعدها ابن آدم بغباء متكرر على مدى القرون:
ألا ليت الشباب يعود يوماً *** فأخبره بما فعل المشيب !

سبحان الله يا ابن آدم تهدد الوفي الذي لا يتركك حتى تموت ( المشيب ) بالذي غدر بك وتركك ( الشباب ) !
ألم أقل لكم بأن أمر العمر غريب مع السيد آدمي !
وللأمانة الشخصية فأنا مثل أجدادي الذين ماتوا وفي حلوقهم غصة على المدعو " عُمُر " ! كما وأني مثلهم في زيادة الحنق عليه أيضاً، لأنه – أي العمر - سريع الخطو ،كثير الاستغفال ، يسرقك دونما تشعر ، تنساه ولا ينساك ، تقطعه ويقطعك ، تحسبه ولا يحسبك ، يأخذ منك ولا يعطيك ،إن تذكرته حزنت ، وإن تأملته عجبت ، تسير بزيادته ،ويسير بنقصانك ، تأخذ له ،فيأخذ منك ، تتمنى له القوة ، ويسير بك إلى الضعف!!
فياله من لكيع ،وياله من غادر ، زيادته نقص ، وكثرته قله ، وغناه فقر .ثم هو سريع الغدر ،كثير النكث ، تفتنك صبوته ، وتحزنك غدرته ، يزخرف لك البعيد ، ويزهدك بالقريب ، فتذهب للبعيد ،فلا تجد سوى أسىً على مامضى ،وتلذذاً بتذكار ما انتهى .فلا أنت بقيت ، ولا أنت أبقيت ، ومع هذا تحبه بأحواله غدراً كان أو وفاء !!
ومع غدرته بك ، ووفائك له ،إلا أنه لا يأبه لتمنيك ، ولا يأسَ لتأسيك ، فهو جامد مالح ،يزيدك شربه عطشاً ،وطوله تعلقاً ، ثم هو ماض على حاله التي فطره الله عليها ، لا تبديل لخلق الله ، ولا إصغاءً لمن تشعبث به من خلق الله !!

ولعل من اللطيف ذكره ومع طويل شتمنا لهذا العمر وتحذيرنا من غدره بأننا نحبه جيداً جداً ، بل إن الشاعر الذي فضح هذا الغادر الناكث وأخبرنا عن سرعة انقشاعه هو بذاته الذي قال في ذات القصيدة الفاضحة الراثية للعمر ما نكشه :
لا حبذا الشيب الوفي وحبذا *** ظل الشباب الخائن الغدار

فهل رأيتم مغدوراً يحب غادراً إلا نحن !

وعموم القول وخلاصته ..بأني لا أريد أن أكبر !
لكن بشرط ..
ألا أموت !

__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشباب يوماً؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من هم الشباب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عبود الشمري ابن ديرالزور :: منتدى خاص للأ خباراليومية :: منتدى خاص بالأعلانات والأخبار اليومية-
انتقل الى: